الدكتور صفاء الوائلي
قد يبدو للوهلة الاولى من العنوان بانني اشير الى شخصية معينة بحد ذاتها او انني المح بطريقة غير مباشرة الى احد القادة دون ان اخصص نوع القائد …الرقم الصعب والرقم الاصعب هو الشخصية التي تجيد قراءة المعطيات والمؤشرات والاحداث وتستقراء الوضع والخطوات للاصدقاء والخصوم والاعداء ..ذلك الرقم الذي يحسب حسابات تكتيكية انية قصيرة الامد دون ان يغفل او يهمل البعد الستراتيجي المستقبلي طويل الامد… ولان اللعبة في العراق متغيرة مع ثبات اللاعبين وتحركهم صعودا وهبوطا الا ان قواعد اللعبة قد تتغير وفق الرؤية التي يفهمها الرقم الصعب محاولا الذهاب الى مراكز متقدمة ليكون الرقم الاصعب … ميدان اللعبة الداخلي مع وجود الادوات واللاعبين والمتفرجين ..يتأثر بشكل او باخر بالميدان الخارجي واجواء المتغيرات الاقليمية والدولية ..لم تعد اللعبة بسيطة وواضحه كالسابق فقد اكتسبت صفة التعقيد …. من سينجح في ان يتقن اللعبة السياسية في العراق هو من يجيد مهارات اللعب والتلاعب باللاعبين والجمهور …. هناك الكثير مما يثير ريبتنا مما يقوم به البعض وما يخططون اليه او يطمحون للوصول اليه….
يمكنني القول ان من يرغب او يعمل على ان يكون رقما صعبا او الرقم الاصعب في المعادلة العراقية ان يفهم ويدرس ما اسميه عالم المتغيرات وان العصى لا تمسك من الوسط ولا من احد الاطراف وقد لا تمسك ابدا ..على الرقم الصعب ان يعرف سياسة متى ومن اين ومع من وكيف ولماذا يمسك العصى وعليه ان يتعلم ايضا سياسة كسر العصى ورميها ان تطلب الامر …
كما وعليه او عليهم ان يدركوا كيفية مسك اكثر من عصى ومسك انفسهم… ان حالة الغرور السياسي او الثقة المطلقة قد تطيح بالرقم الصعب وتحوله الى لا رقم بين ليلة وضحاها وانا هنا لا المح لهذا الطرف او ذاك بل اني من باب النصيحة اقول لا رقم اصعب الا ذلك الذي يفهم قواعد اللعبة ويتقن لعبة القواعد …. من يمتلك الارض والجمهور قد يحقق الفوز لكن ليس دائما … من يفوز هو من يحافظ على تناغمه وهدوءه حتى الدقيقة التسعين … ولا تنتهي اللعبة الا بصافرة النهاية …علما ان نهاية اللعبة لا تعني نهاية مطلقة …لان هناك اكثر من لعبة … لا تنتهي واحدة حتى تبدأ الاخرى…