نزار حيدر ــــ
من الجزء الأول الى الجزء الخامس
الفتوى هي القُوَّة التي استمدَّت من الغيبِ طاقتَها لمُواجهةِ الإِنهيارِ أَمامَ عصابَةٍ تكفيريَّةٍ إِرهابيَّةٍ تتلفَّعُ بالدِّين –١
١/ نوعانِ من [القادةِ] آبتلى بهِمُ العراق وظَّفَهُما الإِرهابيُّون لاحتلالِ نصفِ الأَراضي العراقيَّة؛ النَّوع الأَوَّل؛ هُم الجُبناءُ بسببِ فسادهِم الذي نخرَ بِكلِّ جسدِ الدَّولة وخاصَّةً المؤَسَّسة الأَمنيَّة والعسكريَّة، فالفسادُ يخلقُ الجُبنَ في النُّفوسِ بطبيعتهِ، ويقِفُ على رأسهِم القائِد العام وقتَها والذي انشغلَ بالقتالِ على جبهةِ [الوِلايةِ الثَّالثةِ] [ساعِياً إِلى توظيفِ الظَّرفِ لانتزاعِها عُنوةً] فتركَ الأُمورَ لحفنةٍ من الفاسدينَ والفاشلينَ من مُستشارين أُميِّين في مهامِّهِم إِلى جانبِ تسليمهِ مكتب القائِد العام بيدِ ولدِهِ [طرَزان] الذي باعَ واشترى بالمناصبِ الأَمنيَّة والعسكريَّة. النَّوع الثَّاني؛ هُم الطائِفيُّون الذين ركَنُوا إِلى الإِرهابيِّين وإِلى أَيتام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين لتحريرِ مناطقهِم ممَّا وصفُوه بـ [المدِّ الصَّفَوي] وحُكم [الشرُوگيِّين] وهُم جُلُّ زُعماء [المُكوِّن السنِّي] الذينَ احتفلُوا باحتلالِ الإِرهابيِّين للمَوصل، فصفَّقُوا لهُم وهلَّلُوا وركعُوا وسجدُوا وبايعُوا! وهُم أَنفُسهُم الذين امتعضوا من صدور فتوى الجهاد الكفائي، وهُم أَنفُسهم الذين واجهُوا [الحشد الشَّعبي] الذي لبَّى نِداء الفَتوى دِفاعاً عن عِرضهِم وأَرضهِم وعشائرهِم بالدَّرجةِ الأُولى، بالإِعلام المُعادي والتَّحريض والتَّسقيط السِّياسي وبالتُّهَمِ التي كانُوا ينعتوا بها إِنتماءَهم وولاءَهم وأَهدافَهم، بل وحتَّى تضحياتَهم. في هذهِ الظُّروف احتلَّ الإِرهابيُّون نِصفَ الأَراضي العراقيَّة فاغتصبُوا ثلاث مُحافظات بالكامِل وعددٍ مِنها بنِسَبٍ مُتفاوِتَةٍ، ثمَّ وقفُوا على تخُومِ العاصِمةِ بغداد يُهدِّدُونَ ويتوعَّدُونَ باحتلالِها وتدميرِ مدينَتَي النَّجف الأَشرف وكربلاء المُقدَّسة. ولقد أَشارَ إِلى ذلكَ بيانُ الفتوى بالقَولِ [إِنَّ العراق وشعبهِ يُواجِهُ تحدِّياً كبيراً وخَطراً عظِيماً وإِنَّ الإِرهابيِّين لا يهدفُونَ إِلى السَّيطرةِ على بعضِ المُحافظات كنَينوى وصلاحِ الدِّين فقط بل صرَّحُوا بأَنَّهم يستهدفُونَ جميعِ المُحافظات ولا سِيَّما بغداد وكربلاء المُقدَّسة والنَّجف الأَشرف، فهُم يستهدِفُونَ كلَّ العراقيِّينَ وفي جميعِ مناطقهِم]. لم يكُن أَحدٌ وقتها بإِمكانهِ أَن يُواجِهَ هذا المدِّ الأَسوَد، فالدَّولةُ منخُورةٌ بالفسادِ من الدَّاخل، والقادة مشغُولُونَ بصِراعاتهِم وخلافاتهِم التي لا تنتهي فلَم يكُونُوا على علمٍ بما يحصل خارجَ المنطقةِ الخَضراء التي يسكنُونَ فيها، والجيشُ والقوَّاتُ المُسلَّحة مُنهارةً لا تقوى على إِطلاقِ رَصاصةٍ واحدةٍ ضدَّ العِصابةِ الإِرهابيَّةِ، فلقد هربَ أَغلبَهُ تاركاً خلفَهُ مُختلفِ أَنواعِ الأَسلِحةِ التي قُدِّرت قيمتها [٤٠] مليار دُولار إِستولى عليها الإِرهابيُّون عند احتلالهِم المُحافظاتِ المُغتَصبةِ. أَمَّا العراقيُّونَ فلقد كانت معنويَّاتِهم دونَ الصِّفر ولذلك حرصَ بيانُ الفتوى على رفعِها وتثبيتِ القلُوبِ بقَولهِ [إِنَّ التحدِّي وإِن كانَ كبيراً إِلَّا أَنَّ الشَّعب العِراقي الذي عُرِفَ عنهُ الشَّجاعة والإِقدام وتحمُّل المَسؤُوليَّة الوطنيَّة والشرعيَّة في الظُّروف الصَّعبة أَكبر مِن هذهِ التحدِّيات والمَخاطر]. وأَضافَ [أَنَّهُ لا يجوزُ للمُواطنِينَ الذين عهِدنا منهُم الصَّبر والشَّجاعة والثَّبات في مثلِ هذهِ الظُّرُوف أَن يدُبَّ الخَوفُ والإِحباطُ في نفسِ أَيِّ واحدٍ منهُم، بل لابُدَّ أَن يكونَ ذلكَ حافِزاً لنا للمزيدِ من العَطاءِ في سبيلِ حفظِ بلدِنا ومُقدَّساتِنا]. لم يكُن أَمامنا، إِذن، إِلَّا أَن نترقَّبَ صعقةً قويَّةً تقلِبُ المُعادلة وتُعيدَ بصيصَ الأَمل لتنطلِقَ حركةَ الجِهادِ لتنتشِلَ البِلادَ مِن الخطرِ العظيمِ الذي كادَ أَن يبتلعَها لولا لُطفَ الله تعالى. كُنَّا بِحاجةٍ إِلى قُوَّةٍ روحيَّةٍ ومعنويَّةٍ لتقفَ أَمام إِنهيار القُوَّة الماديَّة، فجاءَت فتوى الجِهاد الكِفائي التي أَصدرها المرجعُ الأَعلى تلاها مُعتمدِه في العتبةِ الحُسينيَّةِ المُقدَّسةِ ومن على مِنبَرِ صلاةِ الجُمُعةِ سماحة الشَّيخ الكربلائي في يَوم [١٤ شعبان] [١٣ حُزيران ٢٠١٤]. فعندما ينهارُ كُلَّ شيءٍ في البلدِ بسببِ الفسادِ والفَشلِ والطائفيَّةِ والعُنصريَّةِ والمُحاصَصةِ ثمَّ يُواجِهَ عِصاباتٍ إِرهابيَّةٍ تقتُلُ وتذبَحُ وتحزُّ الرِّقابَ وتستبيحُ الشَّرف وتُدنِّسُ الأَرضَ والعِرضَ على الهويَّة وبإِسمِ الدِّين مُستغِلَّةً ظرُوف الإِنهيار، لم يكُن أَمامكَ إِلَّا أَن تبحثَ عن قُوَّةٍ مِن نَوعٍ آخر تستمِدَّ من الغيبِ طاقتَها لتُعينكَ على التحدِّي والصَّبر، فكانت الفَتوى التي نطقَت بقُوَّةِ الغَيبِ لِتُحقِّقَ مُرادها بسُرعةِ البرقِ. كيف؟!.
الفتوى دعَت [القِيادات السياسيَّة] إِلى تركِ التَّناحُر –٢
٢/ لقد لفَتَت فتوى الجِهاد الكِفائي الإِنتباه إِلى أَخطر الأَسباب التي أَنتجت الإِنهيار وبالتَّالي سيطرة الإِرهابيِّين على نصفِ الأَراضي العراقيَّة، أَلا وهوَ الخِلافات التي تحكَّمت بمخالبِها بالعلاقةِ بينَ مُختلف الشُّركاء في العمليَّة السياسيَّة. قالت الفتوى؛ ندعُو القِيادات السياسيَّة إِلى تركِ الإِختلاف والتَّناحُر ولاسيَّما خلال هذهِ الفَترة العصيبة وحثِّهم على توحيد مواقفهِم ودعمهِم وإِسنادهِم للقوَّات المُسلَّحة ليكونَ ذلكَ قُوَّةً إِضافيَّةً لأَبناء الجيش العراقي في الصُّمود والثَّبات. وأَضافت؛ إِنَّهم أَمام مسؤُوليَّة تاريخيَّة ووطنيَّة وشرعيَّة كبيرة. فهل استوعبَت هذهِ القِيادات الدَّرسَ؟!. أَبداً! فمازالت تتناحر على السُّلطة والنُّفوذ والمغانِم، فضيَّعت الحقُوق المصالح العُليا، ولذلكَ يَلزم على العراقيِّين أَن يكونُوا على حذرٍ ليحمُوا حقوقهُم فقد يتكرَّر المشهد مرَّةً أُخرى ولكن بصُوَرٍ شتَّى [لا سمح الله]. ولإِنشغالهِم وقتها بالتَّناحُر لم يكُن [القائد العام] والذي جمعَ في يدَيهِ كُلَّ الوِزارات الأَمنيَّة ومُختلف أَجهزتِها، مُستعدّاً لأَن يصغي إِلى التَّحذيرات التي كانت ترِدهُ من أَطرافٍ عِدَّة منها الوِلايات المُتَّحدة وعددٍ من الدُّوَل الأُوربيَّة [كما كشفت عن ذلكَ فيما بعد جلَسَات الإِستماع التي عقدَها الكُونغرس الأَميركي لبحثِ أَسباب سقُوط المُوصل على وجهِ التَّحديد] فكان يرُدُّ على مَن يُحذِّرهُ من ساحاتِ الإِعتصام التي احتضنت الإِرهابيِّين وأَيتام الطَّاغية الذَّليل صدَّام حسين [إِنَّهم فُقاعة لا يتجاوز عددها (١٠) عناصِر] ويُضيف [نُراقبهُم عن كثبٍ وسنقفُصَهُم في الوقتِ المُناسب، فلا تخشَوا شيئاً]!. وكُلَّما سمِعَ تحذيراً عن احتمالاتِ سقُوطِ المُوصل يردُّ بالقَولِ [لا تخافُوا فالأُمور تحتَ السَّيطرة]. وهكذا حتَّى وقعَت الواقِعة!. ولذلكَ ذهبَ البعض إِلى الإِعتقاد بأَنَّ الموما إِليهِ كانَ يُخطِّطُ للَّذي حصلَ لحاجةٍ في نفسهِ المريضة أَراد قضاها، والمقصُودُ بها طبعاً حصولهِ على الوِلايةِ الثَّالثةِ التي أَنقذ الله تعالى منها العِراق عندما ركلتهُ النَّجف الأَشرف بتعضيدِها لمَوقف الأَغلبيَّة العُظمى من العراقيِّين، إِلى مزبلةِ التَّاريخ {وَسَآءَتْ مَصِيرًا}. وردّاً على تُرَّهات المُوما إِليهِ وعنتريَّاتهِ كتبتُ في [٩ حُزيران ٢٠١٤] ما يلي [الفُقاعة تمدَّدت يا دَولة رئيس الوُزراء هي لم تعُد في الفلُّوجة أَو في الأَنبار، فلقد وصلت إِلى المُوصل مُروراً بسامرَّاء، التي نجَّانا الله تعالى من فتنتِها العمياء. هي تُحاصر بغداد في حزامِها. أَلم تستلم شيئاً من السِّلاح الذي وُعدتَ بهِ من الأَميركان والرُّوس وبقيَّة دُول العالَم؟. وما هي أَخبار الأُمم المُتَّحدة التي وعدَت بالمُساعدةِ في الحربِ على الإِرهاب؟!. لقد وعدْتَنا بالقضاءِ على (داعش) فسمعتَك تقولُ أَكثر من مرَّة [لقد حانَ الوقت للقضاءِ على (داعش)] ولكنَّك للآن لم تقضِ عليها!. هي الآن تُحاصرنا، وأَخشى أَن تقضي علينا قبلَ أَن تقضي عليها!. لقد استنزفتْ قِوانا في الفلُّوجة على مدى خمسةِ أَشهر، وها هي اليَوم تتمدَّد في المُوصل من دونِ أَن تلقى مُقاومةً تُذكر! لقد قرأتُ اليَوم في الأَخبار، معلُومةً، وأَرجو أَن لا تكونَ دقيقةً، بأَنَّك أَمرتَ بإِرسالِ قُوَّاتِ مُساندةٍ من النَّجفِ الأَشرف إِلى المُوصل، لمُواجهةِ الفُقاعة!. كانَ الله في عَونِكَ أَيُّها الجُندي الباسِل! فيوميّاً تُقاتل في مكانٍ، من دونِ أَن ترى ونرى معكَ ضوءاً في نِهايةِ النَّفقِ المُظلم. كذلكَ سمعتُكَ قبل أَيَّام تبشِّرنا بحصولِكَ على (١٧٥) صوتاً تحتَ قُبَّة البرلمان الجديد، فلماذا لا تُشكِّل (حكُومة الأَغلبيَّة السياسيَّة) فوراً لتبدأَ حروبكَ الثَّلاثة (ضدَّ الإِرهاب وضدَّ الفساد وضدَّ الكهرباء) دُفعةً واحدةً؟! أَو كما تسمُّونها أَنتم السياسيُّون (سلَّة واحِدة)؟!. أَيُّها العراقيُّون؛ العِراق في خطَر، ليسَ لإِثارةِ الخَوف والرُّعب، أَبداً، ولكنَّها الحقيقة. لا تَدَعوا الأُمور بيدِ الحمقى، ولا تتلفَّعُوا بموقفِ المُتفرِّج، فلابُدَّ من فعلٍ، حاسبُوا المُقصِّر الذي يُمسِك بكُلِّ الملفَّات بيدهِ مِن دونِ أَن يفعلَ شيئاً بعدَ أَن أَثبتَ عجزهُ وفشلهُ. أَلا هل بلَّغت؟!]. وعندما تمادى المُوما إِليهِ في غيِّةِ كتبتُ في [٢٢ تمُّوز ٢٠١٤] ما يلي [الفُقاعةُ استوطنَت يا دَولة رئيسَ الوُزَراء فبعد أَن تمدَّدت، ها هي الفُقاعة تستوطِن في مساحاتٍ جغرافيَّةٍ واسعةٍ، تُثبِّت أَركان الخِلافة المُزيَّفة وتأخُذ البَيعة لأمير الارهابيين وتقيم الحدود الظالمة وتُصدر القرارات الجائِرة، في مسعىً منها لإِعادةِ عِراق الحَضارة إِلى عصرِ البَداوة يحكمهُ الأَعراب الذين هُم {أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا}. وفي عمَّان، هذهِ الحيَّة الرَّقطاء، تجمَّعت غيومها السَّوداء لتمطُرَ علينا ضفادِع وحيَّات وأَنت آخِر مَن يعلَم وآخِر مَن يُبدي ردَّةَ فعلٍ مِن نَوعٍ ما!. لم أَشأ استعجالِ الأَحكام، ففي كلِّ مرَّةٍ أُحاول أَن (أَستخِفَّ) بعقلي لأُصدِّقك إِذا بشريطِ أَخبار (العراقيَّة) يسبقُني إِلى ذلكَ، فقلتَ، مثلاً، إِنَّ الفُقاعة بعددِ أَصابعِ اليدِ لتُخبرنا (العراقيَّة) بمقتلِ المئاتِ منهُم يوميّاً وعلى مدى شهرَينِ مُتتاليَين لحدِّ الآن!!! وقُلتَ أَنَّ خُردة (سوخُوي) ستقلب المُعادلة في ساحةِ المعركةِ، إِذا بالفُقاعة تقلع أَهلنا المسيحيِّين من جذورهِم وتَستولي على مُمتلكاتهِم وأَموالهِم المنقُولةِ وغَيرِ المنقُولةِ ليهيمُوا على وجوههِم في أَرضِ الله الواسِعة مِن دونِ ناصرٍ ولا مُعينٍ، وكذا بالنِّسبةِ لأَهلِنا مِن بقيَّةِ المُكوِّناتِ كالتُّركمان الذين يتعرَّضُونَ للتَّطهيرِ العرقي بأَسوأ أَشكالهِ ولحربِ الإِبادةِ الجماعيَّة، والشَّبك وغَيرهُم، من جانبٍ، ومن جانبٍ آخر، يظهر علينا المُتحدِّث الرَّسمي ليُطمئِننا بأَنَّ بغداد مُؤَمَّنة ولا خوفَ عليها من اقتحامِها مِن قِبَلِ الفُقاعة!!!. لا أَدري أَأُكذِّب الحِمار وأُصدِّقك، أَم العكس؟. أَخيراً، أَسالُكَ: هلْ لازلتٓ ترى الحلَّ في (الثَّالِثة)؟!].
عن [شهيدِ الحِمار] و [شهيدِ أُمِّ جميلٍ] و [المِيليشيات] –٣
٣/ أَساسان إِعتمدهُما بيان الفتوى؛ الدَّولة والإِنتماءِ للوَطن [الوطنيَّة]. على صعيدِ الدَّولة فلقد دعا إِلى أَن يكونَ التطوُّع حصراً في صفوفِ المُؤَسَّسة الرَّسمية رافِضاً كلَّ أَنواع التَّشكيلات المُسلَّحةِ خارج سُلطة الدَّولة. قالت الفتوى [إِنَّ المُواطنين الذين يتمكَّنُونَ من حملِ السِّلاح ومُقاتلة الإِرهابيِّين دِفاعاً عن بلدهِم وشعبهِم ومُقدَّساتهِم عليهِم التطوُّع للإِنخراطِ في القُوَّاتِ الأَمنيَّةِ]. ثم تكرَّرَ التَّأكيد على [الإِنخراطِ في القُوَّاتِ الأَمنيَّةِ] حَصراً في العشَرات من خُطب وبيانات المرجعِ الأَعلى مِنها قولهُ في أَحدِها [إِنَّ دَعوة المرجعيَّة الدينيَّة (فتوى الجِهاد الكِفائي) إِنَّما كانت للإِنخراطِ في القُوَّات الأَمنيَّة الرسميَّة وليسَ لتشكيلِ مليشيات مُسلَّحة خارج إِطار القانُون]. وأَضافت [لا يتوهَّم أَحدٌ إِنَّها (المرجعيَّة) تؤَيِّد أَيَّ تنظيمٍ مُسلَّح غَير مُرخَّص بهِ بمُوجِب القانُون وعلى الجهاتِ ذاتِ العلاقةِ أَن تمنعَ المَظاهر المُسلَّحة غَير القانونيَّة وتُنظِّم عمليَّة التطوُّع وتُعلن عن ضوابطَ مُحدَّدة لِمن تحتاج إِليهم القوَّات المُسلَّحة]. وكلُّ ذلكَ لأَنَّ الفتوى لم تقصُد بالمُطلق التَّأسيس لأَجهزةٍ أَمنيَّةٍ أَو عسكريَّةٍ رديفةٍ أَو مُوازيةٍ للمُؤَسَّسة العسكريَّة والأَمنيَّة الدستوريَّة والقانونيَّة، إِنَّما قصَدت تعضيد الدَّولة ومُؤَسَّساتها ورفدِها بقُوَّات التَّعبئة الشَّعبيَّة التي كانت لمُشاركتِها في الحربِ على الإِرهابِ دَورٌ عظيمٌ في بناءِ العقيدةِ الجديدةِ للقُوَّات المُسلَّحة التي استندت على القاعدةِ التي أَشارَ إِليها بيانُ الفَتوى بقولهِ [إِجعلُوا قصدكُم ونيَّتكُم ودافِعكُم هوَ الدِّفاع عن حرُمات العراق ووحدتهِ وحفظِ الأَمنِ للمُواطنين وصيانةِ المُقدَّسات من الهَتكِ ودفعِ الشَّر عن هذا البلدِ المظلومِ وشعبهِ الجَريح]. وأَضافَ بيان الفتوى [في الوقتِ الذي تُؤَكِّد فيه المرجعيَّة الدينيَّة العُليا دعمَها وإِسنادها لكُم (القُوَّات المُسلَّحة) فإِنَّها تحُثَّكُم على التحلِّي بالشَّجاعةِ والبسالةِ والثَّباتِ والصَّبرِ وتُؤَكِّد على أَنَّ مَن يُضحِّي بنفسهِ منكُم في سبيلِ الدِّفاعِ عن بلدهِ وأَهلهِ وأَعراضهُم فإِنَّهُ يكونُ شهيداً إِن شاءَ الله تعالى]. ولتوكيدِ هذا المَوقف من بطُولاتِ القوَّات المُسلَّحة في التصدِّي للإِرهابِ ولفتِ الإِنتباهِ إِلى ذلكَ أَوصت الفَتوى بالقولِ [إِنَّ الكثير من الضبَّاط والجنُود قد أَبلَوا بلاءً حَسناً في الدِّفاعِ والصُّمودِ وتقديمِ التَّضحياتِ فالمطلُوب من الجهاتِ المعنيَّة تكريمِ هؤُلاء تكريماً خاصّاً لينالُوا استحقاقهِم من الثَّناءِ والشُّكرِ وليكونَ حافِزاً لهُم ولغيرهِم على أَداء الواجبِ الوطني المُلقى على عاتقهِم]. هنا يقفزُ السُّؤَال التَّالي؛ وماذا بشأنِ السِّلاحِ الذي ظلَّ خارجِ سُلطة الدَّولة مِمَّن استغلَّ الفتوى وظرُوفها المُعقَّدة ليُشكِّل [ميليشيات] ماتزال تُهدِّد الدَّولة وسيادتَها وهيبتَها وتُرعب الشَّارع وتفرُض الأَتاوات على المُواطنين وتُعرقل البِناء والإِعمار والإِستثمار من خلالِ تنفيذِها عمليَّاتٍ إِرهابيَّةٍ ضدَّ البِعثات الدوليَّة تارةً وضدَّ القواعِد العسكريَّة التي تستَضيف قُوَّاتٍ أَجنبيَّةٍ تارةً أُخرى؟!. ماذا بشأنِ المجموعاتِ المُسلَّحة التي تُعلِنُ بكُلِّ صلافةٍ أَنَّ سِلاحها وولاءها لـِ [الغُرباء] وليسَ للدَّولةِ؟!. أَلم تتحمَّل الفتوى مَسؤُوليَّة هذا الوَضع؟!. الجواب؛ لا شكَّ أَنَّ لكُلِّ ظرفٍ ولكُلِّ موقفٍ ثمنٌ يلزم دفعهُ! فعلى مرِّ التَّاريخ هُناكَ مَن يتحيَّن الفُرص لإِثباتِ وجودهِ لتحقيقِ أَهدافهِ الخاصَّة التي تأتي أَحياناً على حسابِ الحقائِق. حتَّى في عهدِ رسولِ الله (ص) كانَ هُناك من [الصَّحابة] مَن كانَ يتصيَّد بالماءِ العكِر فيستغلَّ نِداءَ الجهادِ كلَّما دعا رسولُ الله (ص) إِلى قِتالٍ وحربٍ لمُواجهةِ المُشركينَ ومُؤَامراتهِم، لتحقيقِ أَغراضهِ الدَّنيئة والمَريضة الرَّخيصة. فكُلُّنا سمِعنا وقرأنا قُصَّة [شهيد الحِمار] و [شهيد أُمُّ جميل] وأَمثالهُما، فهل يتحمَّل رسولُ الله (ص) مسؤُوليَّة هؤُلاء ومَن لفَّ لفَّهُم؟! أَم أَنَّ نِداء الجِهاد هوَ الذي يتحمَّل مسؤُوليَّتهُم؟!. أَبداً، إِنَّهُم وحدهُم الذين يتحمَّلُون المَسؤُوليَّة كاملةً ومَن تخدعهُم مظاهرهُم وشعاراتهُم ورُبما [تضحِياتهُم]. ذات الأَمر ينطبِق اليَوم على [الميليشيات] التي تنتهك حُرمة الفتوى برفضِها الإِنخراط في الأَجهزةِ الأَمنيَّة والعسكريَّة الدستوريَّة والقانونيَّة الرسميَّة ومِنها طبعاً هيئة الحشد الشَّعبي التي شرعنَها البرلمان بقانونٍ يستند إِلى الدُّستور. فلا الفَتوى ولا صاحبِ الفَتوى يتحمَّلانِ شيئاً من مسؤُوليَّة هذا النَّوع من السِّلاح الذي تشكَّلَ في ظرُوف الفَتوى واستمرَّ بالضدِّ من إِرادتِها وجَوهرِها.
الفَتوى أَسَّست لمفهومِ [المُواطنةِ] بعد أَن عبثَ بها النِّظام السِّياسي الجديد الذي اعتمدَ مفهُوم المُكوِّنات –٤
٤/ أَمَّا الأَساس الثَّاني فهو [الإِنتماء للوَطن] أَي الوطنيَّة. فالفتوى قصدَت كلَّ العراقيِّين فلم تستثنِ أَحداً لأَنَّ خطر الجماعات الإِرهابيَّة كانَ مُحدِقاً بالجميعِ مِن دونِ تمييزٍ. قال بيانُ الفتوى [إِنَّ العراق وشعبهِ يواجهُ تحدِّياً كبيراً وخطراً عظيماً] وأَضافَ [مِن هُنا فإِنَّ مسؤُوليَّة التصدِّي لهُم ومُقاتلتهُم هيَ مسؤُوليَّةِ الجميع ولا يختصُّ بطائفةٍ دونَ أُخرى أَو بطرفٍ دونَ آخر] وأَضاف [إِنَّ طبيعةَ المخاطر المُحدقة بالعراقِ وشعبهِ في الوقتِ الحاضِر تقتضي الدِّفاع عن هذا الوَطن وأَهلهِ وأَعراضِ مواطنيهِ وهذا الدِّفاعُ واجبٌ على المُواطنينَ بالوجوبِ الكِفائي]. ولذلكَ يُمكنُ القَولَ وبضِرسٍ قاطعٍ إِنَّ الفتوى أَسَّست لمفهومِ [المُواطنةِ] بشكلٍ عميقٍ بعد أَن عبثَ بها النِّظام السِّياسي الجديد الذي اعتمدَ مفهُوم المُكوِّنات والمُحاصصة والحزبيَّة الضيِّقة والتَّمييز على أَساس الخلفيَّة سواءً كانت دينيةٍ أَو مذهبيَّةٍ أَو إِثنيَّةٍ. وبالوطنيَّةِ وبالحسِّ الوطني تشبَّعَ المُقاومُونَ والمُقاتلُونَ فكانَ إِبنُ الجنُوبِ الشِّيعي يترك أَهلهِ ومسقط رأسهِ ومحلِّ صباهُ ليستشهِدَ في الشِّمالِ دفاعاً عن إِيزَدي أَو مسيحي. أَمَّا الذين تعاملُوا مع الفتوى بطائفيَّةٍ مقيتةٍ فتلكَ طبيعتهُم! فحاولوا الطَّعن بها وتشويه جوهرِها من دونِ أَن يُحرِّكُوا ساكِناً وهم يتفرَّجُونَ على الإِرهابيِّين من شُرُفاتِ فنادقِهِم في عمَّانَ ودُبَي وأَنقرة ينتهكُونَ أَعراضهُم في مُدُنهِم التي اغتصبها الإِرهاب ويدمِّرُونَ الحَضارة والتَّاريخ والمدنيَّة وكُلَّ شيءٍ. لقد شخَّصت الفتوى مبدأ المُواطنة الذي يُنتِج الوطنيَّة كأَساسٍ يعتمِدُ عليهِ الشَّعب لمواجهةِ التحدِّيات، ما يعني أَنَّهُ [مبدأ المُواطنة] هو الحلِّ لكلِّ الأَزَماتِ المُستعصيةِ التي يمرُّ بها منذُ عقودٍ فالدِّينيَّةِ والطَّائفيَّةِ والعُنصريَّةِ والمناطقيَّةِ أُسُسٌ لا يمكنُ إِعتمادها لبناءِ الدَّولة وحِمايةِ الوطن فالعراقُ مُتنوِّعٌ في كُلِّ شيءٍ والوطنيَّة هي القيمة الوَحيدة التي يجتمع تحتَ خيمتِها كلِّ المُواطنين، وهذا يحتاجُ إِلى إِعتراف الجميع وإِيمانهِم بمبدأ التنوُّع والتعدديَّة لتحقيقِ التَّعايش وتالياً الإِنسجام المُجتمعي والتَّعاون. أَمَّا أَن يبقى العراقيُّون مُتخندقُونَ خلفَ سواترهِم كلُّ حسْبَ خلفيَّتهِ الدينيَّة والمذهبيَّة والإِثنيَّة فإِنَّ ذلكَ يُعقِّد من إِمكانيَّة بناءِ الدَّولة وحمايةِ الوَطن والمُواطن. وهذا التَّاريخُ أَمامنا على الأَقلِّ منذُ تأسيس الدَّولة العراقيَّة الحديثة عام [١٩٢١] ولحدِّ الآن. أَمرٌ آخر مُلفتٌ للنَّظر؛ هو مُحاولات أَطراف عِدَّة الإِدِّعاء بأَنَّها تقف خلفَ إِصدار الفتوى! كلٌّ بطريقتهِ وأُسلوبهِ. أَو أَنَّهُ هوَ الذي أَسَّس [الحشد الشَّعبي] حتَّى قبلَ الفتوى!. لم يكتفُوا أَنَّهُم سرقُوا خزينة الدَّولة واستولَوا على السُّلطةِ بجشَعٍ، فيحاولُونَ سِرقَة الفتوى ونتائجِها الوطنيَّة الباهِرة. ولكنَّنا لم نسمع من أَحدٍ منهُم ما يُشيرُ إِلى مسؤُوليَّتهِ عن سقوطِ نصفَ العِراق بيدِ الإِرهابيِّين!. وصدقَ مَن قال [إِنَّ الهزيمةَ يتيمةٌ أَمَّا الإِنتصار فلهُ مليُونَ أَبٍ!]. لم يتحمَّل أَحدٌ لحدِّ الآن مسؤُوليَّة المأساة التي اضطرَّت المرجع الأَعلى ليُصدرَ الفتوى حتَّى تقلِب المُعادلة لصالحِ العراقيِّين، المأساةُ التي كلَّفت دماءٌ [أَكثر من (٢٠٠) أَلف شهيد] ومُصابون ونازِحون [بالملايين] وأَعراضٌ وشرفٌ إِنتهكهُ الإِرهابيُّون ودمار شامِل وخسائِر، ولكنَّهُم يتسابقُونَ فيما بينهِم لتسجيلِ الإِنجازات التي تحقَّقت فيما بعدُ لأَنُفسهِم!. حتَّى القائد العام وقتها [الفاسِد والفاشِل] لم نسمع منهُ حرفاً واحداً يشيرُ إِلى أَنَّهُ يتحمَّل ولو جُزءاً مِن المسؤُوليَّة، على الرَّغمِ من أَنَّهُ كان يُمسِكُ بتلابيبِ كلِّ المنظُومةِ الأَمنيَّة والعسكريَّة!. تحمَّلُوا المسؤُوليَّة قبلَ أَن تتحدَّثُوا عن إِنجازاتِكم كذِباً!.
لقد حمَت الفتوى الإِسلام كدينٍ سماويٍّ وعرَّت الإِرهابيِّين ومَن يقف خلفهُم يُحرِّضهُم على القَتلِ والذَّبحِ بفتاوى التَّكفيرِ التي يُصدرُها فُقهاء البِلاطِ في عدَّةِ دُوَلٍ في المنطق ـ٥
٥/ لقد سعَت بعض الأَطراف المحليَّة والإِقليميَّة والدوليَّة إِلى وصفِ ما جرى من احتلالِ الإِرهابيِّين لنصفِ الأَراضي العِراقيَّة بالصِّراعِ الطَّائفي، بينما فضحَت الفتوى هذا الرَّأي وعرَّتهُ عندما أَصرَّت على تسميةِ الأَمرِ بالحربِ على الإِرهابِ. كما أَنَّ طبيعةَ ونوعيَّة ضحايا الإِرهاب أَوضحت هذهِ الحقيقة بما لا يقبل الجِدال، عندما قالَ الخِطابُ المرجعي [نكتبُ تاريخنا بدماءِ شُهدائِنا في المعاركِ التي نخوضَها ضدَّ الإرهابيِّين، ولقد امتزجَت دماءُ الشَّعب العِراقي بجميعِ مكوِّناتهِ وطوائفهِ وقوميَّاتهِ] فكانت الفَتوى لحمايةِ العراق والمنطقةِ والعالَم. ولقد وصفَ الخطابُ المرجعي بتاريخ [٢٠ حزيران ٢٠١٤] [داعش] بـ [هذهِ الجماعة التكفيريَّة بلاءٌ عظيمٌ ابتليت بهِ منطقتِنا] وأَضاف [إِنَّ القوَّات العراقيَّة…تخوضُ معركةً مصيريَّةً للدِّفاعِ عن العراق في حاضرهِ ومُستقبلهِ] وأَضاف [لقد أَعلنت [داعِش] بكُلِّ صراحة ٍ أَنَّها تستهدف كلَّ ما تصلُ إِليهِ يدها من مراقدِ الأَنبياء والأَئِمَّة والصَّحابة والصَّالحين فضلاً عن معابدِ غَير المُسلمين من الكنائسِ وغيرِها، فهي إذاً تستهدفُ مُقدَّسات جميع العراقيِّين بِلا إِختلافٍ بين أَديانهِم ومذاهبهِم كما تستهدف بالقتلِ والتَّنكيلِ كلَّ مَن لا يُوافقها في الرَّأي ولا يخضع لسلطتِها حتَّى مَن يشترك معَها في الدِّينِ والمذهب]. فكيفَ تكونُ حرباً طائِفيَّةً؟!. إِذن هي حربٌ بين العُنفِ والسَّلام، بين الحَضارةِ والتخلُّف، وبينَ المدنيَّة والجاهليَّة. إِنَّها حربُ الإِرهابِ والقتلِ والتَّدميرِ مُتستِّرةً بالدِّينِ ورموزهِ، ولذلكَ فإِنَّ الفتوى دافعت عن الإِسلامِ وقِيَمهِ النَّبيلة والذي سعى الإِرهابُ لاختطافهِ للإِتِّجارِ بالدَّم والعِرض والنِّساء، والعُدوانِ على غَيرِ المُسلمينَ ولتدميرِ كلِّ شيءٍ. لقد حمَت الفتوى الإِسلام كدينٍ سماويٍّ وعرَّت الإِرهابيِّين ومَن يقِف خلفهُم يُحرِّضهُم على القَتلِ والذَّبحِ بفتاوى التَّكفيرِ التي يُصدرُها فُقهاء البِلاطِ في عدَّةِ دُوَلٍ في المنطقةِ! وبالإِعلامِ المُضلِّل الذي صنعَ من الذبَّاحين أَبطالاً تاريخيِّين ونماذجَ تُحتذى قبلَ أَن تنقلبَ طاولة السَّحَرةِ على رؤُوسهِم ليدفعُوا ثمنَ صمتهِم سواءً في الأُردن وفرنسا وبريطانيا والوِلايات المُتَّحِدة وأَسبانيا وتُركيا وغيرِها الكثير من دُول المنطقةِ والعالَم. وبذلكَ تكونُ الفَتوى أَشجعُ وأَكثرُ وضوحاً وشفافيَّةً من الآخرين عندما وضعَت النُّقاط على الحرُوفِ وشخَّصت هويَّة الإِرهابيِّين وسمَّت مصادرهُم منذُ اللَّحظةِ الأُولى. بل إِنَّها حذَّرت من عدم التصدِّي لهُم أَو التَّماهُل في ذلكَ لأَنَّ الفكر التَّكفيري يُشكِّلُ خطراً على الإِنسانِ بغضِّ النَّظرِ عن خلفيَّتهِ أَو الجُغرافيا. قالَ الخطابُ المرجعي آنف الذِّكر [(إِنَّ) الدَّعوة إِلى التطوُّع كانت بهدفِ حثِّ الشَّعبِ العراقي بجميعِ مُكوِّناتهِ وطوائفهِ على مُقابلةِ هذهِ الجماعةِ التي إِن لم تتُمَّ اليَوم مُواجهتِها وطردِها من العراق فسيندمُ الجميع على تركِ ذلكَ غداً ولا ينفعُ النَّدمُ عندَئذٍ]. ولقد حملَت كُلَّ هذه الحقائِق بابا الفاتيكان خلالَ حجِّهِ الإِبراهيمي مُؤَخَّراً للعِراق، على أَن يدعو العالَم إِلى تقديمِِ الشُّكرِ والثَّناءِ للمرجعِ الأَعلى لأَنَّهُ حمى المسيحيِّين، مِن بينِ مَن حمى، بفتواهُ التاريخيَّة المُباركَة. تابعُونا