التفاصيل

لَولا فَسادَهُ وفَشَلَهُ لَما وَصَلْنا الى هذا الحالِ


مباشر لِقَناةِ (الثّقلَين) الفضائيّة عِبر خدمةِ سكايب

نــــــــــــزار حيدر
[في بدايةِ البرنامج تقدّمتُ بالتّعازي الحارّة للجميع باستشهادِ الامام السّابع من أئمّةِ الهُدى والرّسالة الامام الكاظم (ع)].
السّؤال الاوّل؛ يقول السيّد المالكي انّ الاصلاح لا يتمّ تحتَ التّهديد؟.
فما هُوَ رأيكَ؟!.
الجواب؛ انا اعتقد انّ السيّد المالكي هو آخر سياسي يحقّ لهُ الحديث عن الاصلاح، فلقد رأينا ماذا كانت النّتيجة بعد حُكمٍ دام (٨) سنوات!.
خاصّة في دورتهِ الدستوريّة الثّانية، فعلى الرّغم من انّ الموما اليه كان رئيساً لمجلس الوزراء والقائد العام للقوّات المسلّحة ووزير الدّفاع والدّاخلية والأمن الوطني والاستخبارات، الا انّ النتيجة كانت سقوط نصف العراق بيد الارهابيّين، والسّبب كما نعرف هو تستّرهُ على الفساد والفشل خاصّة في عقود التّسليح، الى جانب الفساد الاداري الذي نخرَ بالمؤسّسة الامنيّة والعسكريّة لدرجةٍ ان حوّلها الى جهازٍ هشٍّ لم يقوَ على الصّمود في مواجهة الارهابيّين عدّة ساعات وفي عددٍ من مناطق العراق وعلى رأسِها الموصل!.
لقد خيّم الفشل والفساد على العراق في عهدهِ بشكلٍ مرعبٍ، وانّ كلّ ما نراهُ اليوم هو نتيجةً طبيعيّةً لفشلهِ وفسادهِ والمنظومة التي أحاطت بهِ من ابواقٍ ومنتفعين ووصوليّين ومستشارين جهلة لا يفقهون شيئاً.
السّؤال الثّاني؛ ولكنّهُ يقول انّ ما حدثَ في البرلمان قبل يومين أسقطَ هيبة الدّولة؟!.
الجواب؛ كذلك هو آخر من يحقّ لهُ ان يتباكى على هيبة الدّولة، وان يذرف دموع التّماسيح على هيبتها.
انّها طريقة للهروب الى الامام والتملّص من المسؤولية متصوّراً بأنّ العراقيّين ينسون ما الذي فعلهُ لاسقاط هيبة الدّولة!.
فعن ايّة هَيبة يتحدّث الموما اليه وقد تمدّدت فقاعة الارهابيّين في زمن حكومتهِ ليحتلّوا نِصف العراق؟!.
ايّة هَيبة هذه التي يتعرّض في ظلّها اكثر من (١٧٠٠) من الشباب اليافعين لمذبحة مروّعة على يد الارهابيّين والى الان هو يرفض ان يتحمّل المسؤوليّة او حتّى ان يخبرنا عن المسؤول عن تلك المجزرة؟!.
ايّة هيبة هذه وقد تركَ السّلطة والميزانيّة خاويةً على عروشِها بعد عدّة سنوات متتالية من الميزانيّات الانفجاريّة؟!.
ايّة هَيبة بقيَت للدّولة وهو الذي كان يُثيرُ في النّهار أزمةً داخليّةً واُخرى خارجيّة وفي اللّيل يعمد الى حلّها، حتّى بتنا لم نعرف مَن هو الصّديق ومَن هو العدوّ؟ مَن هو مَعَ ومَن هو ضدّ؟ مَن هو الوطني ومن هو العميل المتآمر؟!.
لقد ظلّ يُماطل الموما اليه ويكرّر الكذب فيعِدُ ولا يلتزم، ويعِدُ ولا يفي، حتّى تظاهر عليه النّاس رافعينَ شعار [كذّاب كذّاب…] الذي ذهبَ اليوم مضرباً للمثلِ عند العراقيّين.
بل انّهُ كذبَ حتى على المرجع الاعلى الامر الذي اضطرّ الأخير الى ان يُغلق بابهُ بوجههِ فسمّيَ الموما اليه بـ (طريدِ المرجِعيّة) وهو الذي كان يتشدّق قبل ذلك بانّهُ ابْنُ المرجعيّة المدلّل وان المرجع الاعلى كان يودّعهُ الى الباب كلّما زارهُ!.
[ملاحظة؛ فلقد كان معي في البرنامج الحواري ضيفٌ من بيروت، لم يتسنّ لي التعرّف عليه، تبيّن لي من كلامهِ انّهُ أحدُ عبدَة (عِجْلٍ سمينٍ) ومن ذيولهِ وابواقهِ، فلقد جنّ جنونهُ في هذه الأثناء وراح يكيل لي السّباب والشّتائم والتّهم السّوقيّة طالباً من ادارة القناة طردي من البرنامج لأنني (عميلٌ للصهيونيّة العالميّة) وأننّي أبشّر للمشروع البريطاني الذي يقودهُ وينفّذهُ الان في العراق السيّد رئيس مجلس الوزراء الدكتور حيدر العبادي، ناسياً او متناسياً ان العبادي هو النّاطق الرّسمي للحزب الحاكم الذي امينهُ العام المالكي، وهو حال الذين تعييهم السُّبل في الردّ بالمنطق على الرّاي الاخر].
السّؤال الثّالث؛ اعتبرت نائبة كرديّة انّ ما حصل في البرلمان قبل يومَين يستدعي نقل جلسات البرلمان الى أربيل او السليمانيّة.
ما هو رأيكَ؟!.
الجواب؛ الف؛ اذا أردنا ان نؤاخذ السياسيّين على كلّ كلمةٍ يصرّحون بها فهذا يعني انّنا لن نصل الى نتيجة، ففي اغلبِ الأحيان فانّ السّياسي نَفْسَهُ يجهل ماذا يقول عندما يُدلي بتصريحاتهِ في وقت الأزمة، والا فكلّنا يتذكّر جواب رئيس مجلس الوزراء السابق عندما سالهُ معدّ البرنامج في إحدى الفضائيّات وعلى الهواء مباشرة عن سبب رفضهِ حضور جلسات الاستماع او الاستضافة في مجلس النوّاب قال وباللّهجة العراقيّة [اذا حضرت راح تصير بالبوكسات] فهل هذا هو كلامُ مسؤولٍ يصدر عن رئيس حكومة يحترم نَفْسَهُ ويحترم شعبهُ؟!.
باء؛ ومن قالَ انّ السّليمانيّة او أربيل اكثرُ أمناً من النّاحية السّياسيّة؟ الَم يُهدَّد أحد المرشّحين المستقلّين ممّن ورد اسمهُ في كابينة الظّرف المختوم التي قدّمها السيد العبادي للبرلمان قبل عدّة أسابيع؟ الم يقتحمون عليهِ داره في مدينة دهوك ويجبرونهُ على الإدلاء بتصريحاتٍ سُجِّلت بالفيديو وعُرضت في فضائيّة الحزب الحاكم، يرفض فيها التّرشيح؟! الم يُمنع رئيس برلمان إِقليم كردستان من حضور جلسات البرلمان لمجرّد انّهُ صرّح بما لا يشتهيهِ المزاج السّياسي للسيّد رئيس الإقليم المنتهيةِ ولايتهِ؟!.
نتمنّى على الجميع ان لا يزايِدوا على بعضهِم فحارتُنا ضيّقة ونعرف بَعضنا جيداً، وقديماً قيلَ [مَن كان بيتهُ من زجاجٍ فلا يرمي جارهُ بالحجارةِ].
٢ مايس (أيار) ٢٠١٦

Facebook
Twitter