في السنين الأخيرة تفشت ظواهر كثيرة في مجتمعنا الذي كان محاصرا وأنفتح فجأة على العالم.
صار السفر في متناول الجميع ،والتواصل الالكتروني اصبح ميسرأ، يضاف الى ذلك وفرة مالية، بالتأكيد لم تشمل الجميع ، فظهرت أشياء لا نقول أنها غريبة ولكن من الممكن ان نقول انها عادت بشكل مستفز بعد أن تخلصنا منها ربما نتيجة السفر والتواصل والتي كان بعضها محدودا في المجتمعات المتخلفة ومنها الوشوم ،وما يسمى بالناركيلة التي صارت تقليدا إجتماعيا مستفزا وللتباهي يشمل الرجال والنساء . في حين يجري ضرب التحذيرات الصحية عرض الحائط حول مضار الناركيلة التي تفوق مضار السيكائر .
صار الوشم ينتشر في كل دول العالم بعد إن كان من علامات الاجرام والسلوك العدواني على الذات والآخر ، والتي يشار لها في مناهج تدريس القانون إن من علامات الشر والأجرام هي أن ترى الوشوم على جلد الجاني والغريب إنها تحولت الى صرعة وموديل لدى حتى الشرائح المثقفة تحت ذريعة الحرية الشخصية والتي لا يمكن أن تنفصل عن استفزاز الآخر وإثارة اشمئزازه .
الوشوم جاء بها الغجر من الصين والهند وكانوا يجوبون القرى نساء ورجالا ويوشمون النساء كنوع من الجمالية او الاثارة الجنسية ولكن أين الجمالية التي تعني تشويه جلد وخلقة الانسان الذي خلقه الله فأحسن خلقه وأتمه.
كيف يمكنك تقبل صحن الأكل من يد النادل او النادلة الموشومين وكيف تأمن على نظافته واليد التي تقدم بها قد تم تشويهها عن سابق إصرار .
وقد يقول قائل إنه يتمثل بالجدات والأمهات والآباء حين توزعت الوشوم كالشذر كما يدعون بينما هي كانت تشويه غير مقصود لجلودهم حتى إنها محرمة دينيا وكانوا يعملونها بفطرتهم البريئة دون وعي بأضرارها بالتأكيد والتي من الممكن أن تتسبب بنقل الامراض عن طريق الخدوش والدماء التي تتسبب بها ادوات قد تكون ملوثة .
اما شيوع الناركيلة وتكاثر المقاهي التي تقدمها وكثرة المتعاطين لها وما تحمل من تسلل المخدرات المخفي بها فهي كارثة اجتماعية تفتك بالشباب والنساء ايضا بدأن بتعاطيها بعد ورود تقبلها من الدول القريبة منا فلا يمكن لفرد على مستوى من الحكمة والعقل أن يحتمل تلك الروائح والادخنة الخانقة التي تسربها البوفيهات والمقاهي الموبوءة بهذا الداء الجديد والمستهجن والغريب على عاداتنا وتقاليدنا الاجتماعية الرصينة والثابتة ،غير إنها مضيعة للوقت واحداث التفاهة لشخصية الشاب او المرأة حيث من الممكن إستغلال الكوفيهات كمكان للترفيه وزيادة الخبرات والثقافات وتبادل الاراء دون وضع الشيشة المقزز .
وربما تكون أسباب تفشي وانتشار هذه الظاهرة الغريبة هو البطالة او الرفاهية غير عادلة لدى البعض وكثرة الفراغ الذي يحيط بهم .الامم تتقدم بالبحث العلمي والثقافات الرفيعة والتقاليد الرصينة والثقافة الراسخة وليس بتقبل توافد عادات ومظاهر غريبة ومشوهة .