التفاصيل

مظاهر‭ ‬غير‭ ‬لائقة‭ ‬- سلامة الصالحي

في‭ ‬السنين‭ ‬الأخيرة‭ ‬تفشت‭ ‬ظواهر‭ ‬كثيرة‭ ‬في‭ ‬مجتمعنا‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬محاصرا‭ ‬وأنفتح‭ ‬فجأة‭ ‬على‭ ‬العالم‭. ‬

صار‭ ‬السفر‭ ‬في‭ ‬متناول‭ ‬الجميع‭ ‬،والتواصل‭ ‬الالكتروني‭ ‬اصبح‭ ‬ميسرأ،‭ ‬يضاف‭ ‬الى‭ ‬ذلك‭ ‬وفرة‭ ‬مالية،‭ ‬بالتأكيد‭ ‬لم‭ ‬تشمل‭ ‬الجميع‭ ‬،‭ ‬فظهرت‭ ‬أشياء‭ ‬لا‭ ‬نقول‭ ‬أنها‭ ‬غريبة‭ ‬ولكن‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬ان‭ ‬نقول‭ ‬انها‭ ‬عادت‭ ‬بشكل‭ ‬مستفز‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬تخلصنا‭ ‬منها‭ ‬ربما‭ ‬نتيجة‭ ‬السفر‭ ‬والتواصل‭ ‬والتي‭ ‬كان‭ ‬بعضها‭ ‬محدودا‭ ‬في‭ ‬المجتمعات‭ ‬المتخلفة‭ ‬ومنها‭ ‬الوشوم‭ ‬،وما‭ ‬يسمى‭ ‬بالناركيلة‭ ‬التي‭ ‬صارت‭ ‬تقليدا‭ ‬إجتماعيا‭ ‬مستفزا‭ ‬وللتباهي‭ ‬يشمل‭ ‬الرجال‭ ‬والنساء‭ .  ‬في‭ ‬حين‭ ‬يجري‭ ‬ضرب‭ ‬التحذيرات‭ ‬الصحية‭ ‬عرض‭ ‬الحائط‭ ‬حول‭ ‬مضار‭ ‬الناركيلة‭ ‬التي‭ ‬تفوق‭ ‬مضار‭ ‬السيكائر‭ .‬

صار‭ ‬الوشم‭ ‬ينتشر‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬بعد‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاجرام‭ ‬والسلوك‭ ‬العدواني‭ ‬على‭ ‬الذات‭ ‬والآخر‭ ‬،‭ ‬والتي‭ ‬يشار‭ ‬لها‭ ‬في‭ ‬مناهج‭ ‬تدريس‭ ‬القانون‭ ‬إن‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الشر‭ ‬والأجرام‭ ‬هي‭ ‬أن‭ ‬ترى‭ ‬الوشوم‭ ‬على‭ ‬جلد‭ ‬الجاني‭ ‬والغريب‭ ‬إنها‭ ‬تحولت‭ ‬الى‭ ‬صرعة‭ ‬وموديل‭ ‬لدى‭ ‬حتى‭ ‬الشرائح‭ ‬المثقفة‭ ‬تحت‭ ‬ذريعة‭ ‬الحرية‭ ‬الشخصية‭ ‬والتي‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنفصل‭ ‬عن‭ ‬استفزاز‭ ‬الآخر‭ ‬وإثارة‭ ‬اشمئزازه‭ .‬

الوشوم‭ ‬جاء‭ ‬بها‭ ‬الغجر‭ ‬من‭ ‬الصين‭ ‬والهند‭ ‬وكانوا‭ ‬يجوبون‭ ‬القرى‭ ‬نساء‭ ‬ورجالا‭ ‬ويوشمون‭ ‬النساء‭ ‬كنوع‭ ‬من‭ ‬الجمالية‭ ‬او‭ ‬الاثارة‭ ‬الجنسية‭ ‬ولكن‭ ‬أين‭ ‬الجمالية‭ ‬التي‭ ‬تعني‭ ‬تشويه‭ ‬جلد‭ ‬وخلقة‭ ‬الانسان‭ ‬الذي‭ ‬خلقه‭ ‬الله‭ ‬فأحسن‭ ‬خلقه‭ ‬وأتمه‭. ‬

كيف‭ ‬يمكنك‭ ‬تقبل‭ ‬صحن‭ ‬الأكل‭ ‬من‭ ‬يد‭ ‬النادل‭ ‬او‭ ‬النادلة‭ ‬الموشومين‭ ‬وكيف‭ ‬تأمن‭ ‬على‭ ‬نظافته‭ ‬واليد‭ ‬التي‭ ‬تقدم‭ ‬بها‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تشويهها‭ ‬عن‭ ‬سابق‭ ‬إصرار‭ ‬‭. ‬

وقد‭ ‬يقول‭ ‬قائل‭ ‬إنه‭ ‬يتمثل‭ ‬بالجدات‭ ‬والأمهات‭ ‬والآباء‭ ‬حين‭ ‬توزعت‭ ‬الوشوم‭ ‬كالشذر‭ ‬كما‭ ‬يدعون‭ ‬بينما‭ ‬هي‭ ‬كانت‭ ‬تشويه‭ ‬غير‭ ‬مقصود‭ ‬لجلودهم‭ ‬حتى‭ ‬إنها‭ ‬محرمة‭ ‬دينيا‭ ‬وكانوا‭ ‬يعملونها‭ ‬بفطرتهم‭ ‬البريئة‭ ‬دون‭ ‬وعي‭ ‬بأضرارها‭ ‬بالتأكيد‭ ‬والتي‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬أن‭ ‬تتسبب‭ ‬بنقل‭ ‬الامراض‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬الخدوش‭ ‬والدماء‭ ‬التي‭ ‬تتسبب‭ ‬بها‭ ‬ادوات‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬ملوثة‭  . ‬

اما‭ ‬شيوع‭ ‬الناركيلة‭ ‬وتكاثر‭ ‬المقاهي‭ ‬التي‭ ‬تقدمها‭ ‬وكثرة‭ ‬المتعاطين‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬تحمل‭ ‬من‭ ‬تسلل‭ ‬المخدرات‭ ‬المخفي‭ ‬بها‭ ‬فهي‭ ‬كارثة‭ ‬اجتماعية‭ ‬تفتك‭ ‬بالشباب‭ ‬والنساء‭ ‬ايضا‭ ‬بدأن‭ ‬بتعاطيها‭ ‬بعد‭ ‬ورود‭ ‬تقبلها‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬القريبة‭ ‬منا‭  ‬فلا‭ ‬يمكن‭ ‬لفرد‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬من‭ ‬الحكمة‭ ‬والعقل‭ ‬أن‭ ‬يحتمل‭ ‬تلك‭ ‬الروائح‭ ‬والادخنة‭ ‬الخانقة‭ ‬التي‭ ‬تسربها‭ ‬البوفيهات‭ ‬والمقاهي‭ ‬الموبوءة‭ ‬بهذا‭ ‬الداء‭ ‬الجديد‭ ‬والمستهجن‭ ‬والغريب‭ ‬على‭ ‬عاداتنا‭ ‬وتقاليدنا‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الرصينة‭ ‬والثابتة‭ ‬،غير‭ ‬إنها‭ ‬مضيعة‭ ‬للوقت‭ ‬واحداث‭ ‬التفاهة‭ ‬لشخصية‭ ‬الشاب‭ ‬او‭ ‬المرأة‭ ‬حيث‭ ‬من‭ ‬الممكن‭ ‬إستغلال‭ ‬الكوفيهات‭ ‬كمكان‭ ‬للترفيه‭ ‬وزيادة‭ ‬الخبرات‭ ‬والثقافات‭ ‬وتبادل‭ ‬الاراء‭ ‬دون‭ ‬وضع‭ ‬الشيشة‭ ‬المقزز‭ . ‬

وربما‭ ‬تكون‭ ‬أسباب‭ ‬تفشي‭ ‬وانتشار‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬الغريبة‭ ‬هو‭ ‬البطالة‭ ‬او‭ ‬الرفاهية‭  ‬غير‭ ‬عادلة‭ ‬لدى‭ ‬البعض‭ ‬وكثرة‭ ‬الفراغ‭ ‬الذي‭ ‬يحيط‭ ‬بهم‭ .‬الامم‭ ‬تتقدم‭ ‬بالبحث‭ ‬العلمي‭ ‬والثقافات‭ ‬الرفيعة‭ ‬والتقاليد‭ ‬الرصينة‭ ‬والثقافة‭ ‬الراسخة‭ ‬وليس‭ ‬بتقبل‭ ‬توافد‭ ‬عادات‭ ‬ومظاهر‭ ‬غريبة‭ ‬ومشوهة‭ . ‬

Facebook
Twitter