التفاصيل

هنا الدنمارك// يحظر بكاء الاطفال

قبل يومين في ساعات العصر، وفي موقف يصعب توقعه في هذا البلد، كانت حفيدتي التي تبلغ الخامسة من عمرها تلعب في فناء

المجمع السكني الذي نقيم فيه من سنين طويلة. ولسوء الحظ تسقط ارضا اثناء الجري واللعب فتتعرض لخدش بسيط الا انها كعادة

الاطفال في سنها تدخل في نوبة بكاء بصوت عال وهي في طريقها الى الطابق الاول حيث نقيم. واستمرت في البكاء

تطلب حضور أمها التي كانت خارج المنزل، قبل ان تتوقف بعد حين.ا

لم يكن الامر لافتا لنا نحن أهلها أو لأحد من الموجودين في ساحة اللعب وربما لأي إنسان يمكن أن يكون حاضرا تلك اللحظة.ا

لكن الأمر جرى لاحقا بطريقة غير متوقعة.ا

قرع الباب وكان خلفه أحد الجيران يستفسر بطريقة الاتهام  عن سبب البكاء، ورغم توضيح الأمر والهدوء المخيم

ي الواقع لم يبد عليه انه اقتنع! فنحن على كل حال من اصول من كوكب المريخ لا نعي من فقه التعامل البشري القويم

الذي عليه هؤلاء النفر!.ا 

لم تنته القصة عند هذا الحد.ا

صبيحة اليوم التالي زارنا وفد من البلدية (سيدتان) تلتا علينا لائحة اتهام الجيران وارتيابهم من وقائع مشبوهة وسماع

بكاء طفل صغير!! وساورتهم الشكوك في سبب البكاء ثم سبب الصمت الذي اعقب ذلك. أي أن بكاء الصغير

مرفوض كما أن سكوته بعد ذلك غير مقبول! تعال حلها ان كنت عبقريا! ومرة أخرى شرحنا لهما الموقف.ا

إلا أنهم ضربوا لنا موعدا للقائهم في مكتب البلدية في اليوم التالي. وللقصة بقية.اا

في لقاء اليوم التالي تفهمت الجهات الرسمية موقفنا واستغرابنا من كل هذا ( الاكشن غير المبرر)

معتبرين ان هذه الظاهرة تتكرر مع كل الاصناف والالوان والشكاوى تندرج في خانة حماية الطفولة.ا

عرضنا عليهم القصة كما هي وبعض الصور التي تشرح طريقة تعاملنا المثالية مع اطفالنا واستياءنا البالغ

من انقلاب الصورة والغاية من تأليف حكاية لا واقع لها.ا

ولانني لم اتخلص من ذهولي من اعتراض الجيران على صوت البكاء الطفولي

قررت ان اعترض عليهم بنشر القصة التي لم تكن في الاساس قصة تذكر!.ا

بقلم / واحد من الناس

Facebook
Twitter