أكد رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني، بافل جلال طالباني، يوم الأحد، أن الأحداث التي شهدتها مدينة السليمانية خلال الأسبوع الماضي كانت مبعث قلق للرأي العام، إلا أنه اكد “لا أحد فوق القانون”.
وقال طالباني في بيان صحفي، ورد لوكالة شفق نيوز، إن “مجموعة مليشياوية خارجة على القانون حولت عدداً من المناطق السكنية في السليمانية إلى معسكرات وثكنات عسكرية، ومن هناك قامت بمهاجمة القوات الأمنية الرسمية المكلفة بحماية المواطنين وممتلكاتهم والحفاظ على الاستقرار في المدينة”.
وأضاف أن “هذه الأفعال عرضت حياة المدنيين للخطر وحاولت التقليل من شأن المؤسسات الأمنية التي في مقدمتها حماية المجتمع وأفراده”، مبينا أن “التنافس بين وسائل الإعلام في مثل هذه الأوضاع بدلاً من توضيح الحقائق، أصبح سبباً لتضليل الرأي العام بشكل كبير”.
وشدد على أن “مصير هؤلاء الأشخاص يحدد فقط عبر الطرق والسياقات القانونية وفي إطار العملية الديمقراطية، وليس من خلال التخمين أو الحملات الإعلامية المضللة”.
وأشار رئيس الاتحاد الوطني الكوردستاني إلى أن “جهاز آسايش إقليم كوردستان، باعتباره مؤسسة أمنية قانونية تابعة لحكومة الإقليم، نشر تقريره الخاص حول الأحداث انطلاقاً من حماية المصلحة العامة والتصدي للحملات الإعلامية”، داعياً إلى “فسح المجال أمام السلطة القضائية الفاعلة للقيام بمهامها دون أي تدخل”.
وطالب طالباني “جميع المؤسسات الإعلامية التابعة للاتحاد الوطني بعدم الانجرار وراء الحملات الإعلامية التي لا معنى لها وتدار من قبل بعض القنوات”، مؤكداً أن “أولويتنا هي حماية حياة المواطنين وحقوقهم، والدفاع عن سيادة القانون، وقطع الطريق أمام من يعتمد على القوة والترهيب بدلاً من ثقة المواطنين”.
وختم طالباني بيانه بالقول: “أدعو السلطة القضائية إلى تنفيذ مهامها بالالتزام بمبادئ القانون والعدالة والشفافية، ولتطمئنوا أن حقوق كل فرد مصانة، ولا يجوز أن تتغلب رغبة مجموعة مليشياوية على تطلعات المواطنين للسلام والوحدة والديمقراطية”.
وشهدت مدينة السليمانية في وقت متأخر ليلة الخميس/ الجمعة الماضية، اشتباكات مسلحة بين القوات الأمنية مع عناصر حماية رئيس حزب “جبهة الشعب” لاهور شيخ جنكي، بعد صدور أمر قضائي بإلقاء القبض عليه.
وانتهت الأحداث باعتقال جنكي وشقيقيه بولاد وآسو، الصادرة بحقهم مذكرات اعتقال، بعد عملية اقتحام مقره في فندق لالزار الواقع في حي سرجنار وسط مدينة السليمانية.
يُذكر أن شيخ جنكي شغل منصب الرئيس المشترك للاتحاد الوطني الكوردستاني، قبل أن يُعزل بقرار من بافل طالباني في تموز/ يوليو 2021 إثر خلافات حادة داخل الحزب، وبعدها أسس حزب “جبهة الشعب” الذي شارك لأول مرة في انتخابات برلمان كوردستان عام 2024 وحصل على مقعدين.
ونشر جهاز الامن في السليمانية، يوم الأربعاء الماضي، اعترافات مجموعة من المناصرين، للاهور شيخ جنكي، والمعتقلين في السليمانية، حيث أقروا بالتخطيط لعملية اغتيال كل من رئيس الاتحاد الوطني بافل طالباني ونائب رئيس حكومة إقليم كوردستان قوباد طالباني.
وبحسب الاعترافات، التي تم بثها تلفزيونيا، فإن: “خطة الاغتيال شارك فيها المسؤول السابق لجهاز زانياري ايضا (أژي أمين)”، متابعين أن “عملية الاغتيال خططت لتُنفذ بالقناص والطائرات المسيرة الانتحارية، وذلك بعد ترتيب المعدات والاجهزة والكاميرات من قبل المتهمين”.
كما اعتقلت قوة أمنية رئيس حراك الجيل الجديد، شاسوار عبد الواحد في 12 من آب/أغسطس الجاري، أثناء تواجده في مجمع “القرية الألمانية” بالسليمانية، وهو يعد من أبرز الشخصيات السياسية المعارضة في إقليم كوردستان، ويمتلك حزبه عدداً من المقاعد في برلمان الإقليم والبرلمان الاتحادي العراقي.
وكانت محكمة السليمانية قد قررت في 21 من آب/أغسطس الجاري تأجيل البت في قضية رئيس حراك الجيل الجديد إلى يوم 28 من الشهر نفسه، لتقرير ايضا تأجيلها الى اشعار اخرى، وذلك على خلفية ملف قضائي لم تُعلن تفاصيله بشكل كامل.